مدينة الدار البيضاء: تطمح للتحول إلى مدينة ذكية
تطمح مدينة الدار البيضاء للتحول إلى المدينة الأكثر ذكاءً بالقارة. وبحلول عام 2020، ترغب العاصمة الاقتصادية في أن تصبح مدينة ذكية حديثة، متصلة وسهلة الولوجيات. وهو ما يتطلع إليه أيضا المسؤولون الذين يعدون برقمنة المجال الحضري للمدينة من خلال إنجاز العديد من المشاريع المختلفة.
وبدون أدنى شك، تستقر خلف هذا الطموح، فكرة مدينة ذكية تعتمد على التكنولوجيات الحديثة للمعلومات، وتوفر لمواطنيها بيئة معيشية مريحة تتناسب مع التحول الرقمي الذي تطمح إليه. وسيتم هذا التحول الرقمي من خلال تطوير حلول جديدة لتلبية احتياجات البيضاويين دون المساس بموارد المدينة وتراثها. والواقع أنه في ظل سياق العولمة والأزمة الاقتصادية والتوترات الاجتماعية، لا يوجد شيء أكثر أهمية من إقرار حكامة مبنية على الإنصاف والشفافية في تدبير شؤون المدينة من خلال إعادة النظر في العلاقة بين المواطن والإدارة عن طريق حلول حضرية ذكية.
وتغطي خدمات المدينة الذكية في مدينة الدار البيضاء على الخصوص: (1) الخدمات الإدارية وتسهيل الوصول إليها، (2) الخدمات ذات المنفعة العامة من خلال تطوير الثقافة ومساحات العمل وضمان السلامة العامة، (3) التنقل مع التركيز على أنظمة النقل الذكية، وتسهيل وقوف السيارات والتنقل متعدد الوسائط، (4) الخدمات الحضرية التي تشمل إدارة النفايات وشبكات المياه والكهرباء والإنارة العمومية وتهيئة الأماكن العامة، (5) البيئة من خلال ضمان مراقبة أفضل لمشكل تلوث الهواء، وإدارة المساحات الخضراء وخرائط الضوضاء.
ولكن ما يبدو جديدا في هذه الرؤية، هو أن البيضاويين أصبحوا فاعلين حقيقين يعملون جنبا لجنب لبناء مدينتهم. هذا الشعور بالالتزام هو أمر أساسي من جانب المواطنين البيضاويين لأن فكرة المدينة الذكية ليست فقط شعارا ترويجيا، بل هي طريقة عيش جديدة يجب على البيضاويين تبنيها حتى نتمكن من إنجاح هذا المشروع.
وفي هذا الزخم ولتعزيز هذا التحول، تم إطلاق أول منصة إلكترونية من نوعها في المملكة، ويتعلق الأمر بكازاستورCasaStore . وتقوم هذه المبادرة على مقاربة تشاركية، تهدف لجعل المواطنين والمهنيين جهات فاعلة رئيسية لتطوير وتنمية المدينة. وهي تستهدف في المقام الأول المهتمين بالتكنولوجيات الحديثة، حيث يتم اقتراح التطبيقات والمستجدات التي من شأنها أن تسهل حياة مواطنات ومواطني الدار البيضاء. تقدم كازاستور فضاء للتقاسم والتبادل، حيث يلتقي مطورو البرامج والمهتمون بالتكنولوجيات الحديثة بصفة خاصة، وسكان و زوار الدار البيضاء بصفة عامة، بغية تبادل الآراء والانشطة المتعلقة بالتكنولوجية الحديثة.
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن التحول الذي تجسده المدينة الذكية، يستهدف عدة جهات: السكان الراغبين ببيئة معيشية مريحة بشكل يومي من جهة. والشركات والجمعيات والإدارات من جهة أخرى. كما أن هذا التحول، هو أيضا وسيلة لتحسين الجاذبية السياحية للدار البيضاء، بما في ذلك سياحة الأعمال.
Connectez-vous pour ajouter un commentaire